أراك بين أصابعي-إدريس الواغيش-فاس-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

أراك بين أصابعي

  إدريس الواغيش    

 حين أشتهيك ….
 أرسمك بكلماتي
أراك و أحكي لك أسراري
وحين تهربين مني
أركض... أركض ...أركض
حتى عنقي
أتحسسه ، و أمر منه إلى رأسي
هناك أشتهي من أحب
و أمحو ما تبقى من ذاكرتي

**********
أنا الإنسان ...
إنسان  بلا عنوان
فمن يهبني رقما
من يكن لي قنطرة
أعبر منها إلى صباي

**********
أين ستهربين مني الآن......؟
 أفتقدك بين الحيطان
فأبحث عنك في المرايا
أو ... بين قصائدي
لأراك في المعنى
و نحن في المقهى ...
 كان يراجع التاريخ ذاكرته
و كنت أنا أراجع ذكرياتي
 فحفظت الأسماء كلها
ونسيت اسمي

**********
كنت مجرتي.....ولغتي
وكنت الكوكب
وكنت اللولب
 و كنت الخشب
فخذي من جسدي النحيف
ما شئت من استعارات
واتركي الصورة في مخيلتي
حتى إن افتقدتك يوما
أقبل حبيبتي الأخرى ....
الأرض

**********
ولما كانت (العين باب للفتن)
غفوت قليلا
فوجدتك أمامي ...
كنت عارية كحبات العنب
حملت أحلامي و انصرفت

**********
تتناثر الأمواج أمامي من فرحة الشماتة
و حين التفت إلي
لم أجدني
 لا أثر....
قد كنت شخصا آخر
لكني إلهك الآن غصبا عنك
أصلبك ...أقتلك
أو أحييك وقتما شئت
فوق هذا البياض

**********
مثل خفاش حديدي 
 تخفق أجنحتي
أطير...
دون أن يخفق قلبي

**********
شجر العليق ...
 كل ما أتذكره الآن من قريتي
و حب الرمان المخدوش في مقلتيه
دوارة أنت يا " أيلة "
تكبر الخطيئة فيك كل يوم
حتى تصير فيك الثمرة 
جمرة
ألف مرة ...
ومرة

**********
يغلق الباب في وجه العشيرة
 فتخرج الجثث عارية من قبورها
تتبرأ من القاتل و المقتول
وتدخلين أنت إلى قصيدتي
فأخرج منها بعيدا إلى عالمي
أتذكر الآن
حين رصت سفينتك في منفاي
أقصد في الميناء...
 في الصحراء
كانت شمس الظهيرة تحرس الروح
هبت ريحك  الشتوية
 وبدأت أشم نسيم الهواء
 حبوت لأصل إليك
 وحين اقتربت ...، أبحرت السفينة
فوجدت نفسي في بحر...
بلا ماء

**********
أتدرب في ساعات الليل الطويلة
على النزيف
 طيفك سحابة تظللني 
 صورتك تطل علي من كوة نافذتي
فتأتيني ظلالك من الأزمنة البعيدة
أتذكرها الآن ...
كان زمنا للصمت ...
 زمنا للهمس
يجبرني الحنين إلى مرساك القديم
هناك ..
 أشم رائحة العشب اليابس
 وما تبقى من هسيس اللغة الحنونة في أذني
ورائحة التراب البارد  في قاع المرسى
آخذ قلم الرصاص ، وأقتفي دفء اللحظات في بعض:
ا
ل
ك
ل
م
ا
ت ....

**********
كنت كمن يستقرىء الغيب
حلال / حرام
 حرام / حلال
طفلا كنته ...
 أتخيل زجاجات لامعة على الرفوف
ألامس ذكريات الأمس
 فأراك بين أصابعي 
أتابع المسير حافي القدمين
وأشم رائحة الخيانة المبكرة
 ألقي بك مكرها في النار
و إذا بها بردا و سلاما عليك
جهنم علي
أتوسد كذبة بيضاء كل ليلة
 فأصدقها غصبا عني
و
أ
ن
ا
م



 
  إدريس الواغيش-فاس-المغرب (2012-09-22)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أراك بين أصابعي-إدريس الواغيش-فاس-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia